يحتوي الفولكلور الياباني على مجموعة من الشياطين المرعبة المعروفة باسم “أوني”، التي تطارد الخيال الجمعي منذ قرون. فمن الأرواح الانتقامية إلى أمراء الشياطين العظماء، تجسد هذه الكائنات مزيجاً من الرعب الخارق والرمزية الثقافية. في هذه المقالة، نستعرض 33 من أكثر الأوني رعباً المسجلة، كاشفين عن أساطير مخيفة وقصص غامضة لا تزال تؤثر على ثقافة الرعب الحديثة. سواء كنت من عشاق الفولكلور، أو من محبي الرعب، أو كنت مجرد فضولي حول الماضي الأسطوري المظلم لليابان، استعد لتكون مفتوناً بهذه الكائنات المخيفة التي شكّلت المشهد الخارق في اليابان.
33 أوني ياباني مخيف
شوتين-دوجي (酒呑童子)
نظرة عامة
يُعرف شوتين-دوجي بأنه أقوى شيطان كان يروع منطقة العاصمة كيوتو في فترة الهيان. وفقًا للأسطورة، كان يقيم على جبل أوي، على هامش مقاطعة تانبا، وكان يتمتع ببنية جسدية هائلة ومظهر مشوه بشكل مروع.
الأساطير والخصائص
- البنية والمظهر
يُصور شوتين-دوجي على أنه يبلغ طوله حوالي 6 أمتار، مع 5 قرون و15 عينًا، ما يجعله شكلاً مرعبًا ينشر رهبة وخوفًا في نفوس من يراه. - الطبيعة والسلوك
كان معروفًا بأنه شيطان مولع بالسّاكي، ويشتهر بخطف البشر وابتلاعهم بوحشية. - المعركة الأخيرة
في نهاية المطاف، اُغتال عندما اُخدع لشرب سّاكي مسموم خلال لحظة ضعف، وقد هُزم على يد محاربين أسطوريين مثل ساكاتا كينتوكي وميناموتو نو يوريميتسو.
الدلالة الثقافية
ترمز أسطورة شوتين-دوجي إلى الرعب والعنف، فضلاً عن الصراع البطولي للمحاربين. إن قوته الهائلة ومظهره المروع أثارا رعب الناس، وجعلت من قصته موضوعًا رئيسيًا في الأدب الكلاسيكي، وقصص الأشباح، والأساطير البطولية التي تصور الصراع الدائم بين الخير والشر.
إيباراكي-دوجي (茨木童子) (Ibaraki-dōji)
نظرة عامة
يُعرف إيباراكي-دوجي بأنه شيطان مرعب ظهر في فترة هيان في العاصمة، وبشكل خاص بالقرب من رأس “راشومون”. وقد جلب رعبًا شديدًا للناس، وأسهمت أسطورته في تأثير كبير على الحكايات البطولية اللاحقة.
الأساطير والخصائص
- الشيطان في راشومون
خلال صعود عائلة تايرا، يُقال إن إيباراكي-دوجي استقر في منطقة راشومون – الطرف الجنوبي من شارع سوزاكو – وارتكب العديد من الأعمال الشريرة. - المعركة مع الساموراي الشجاع
قام الساموراي الشجاع واتانابي نو تسونا (أحد ملوك السماوات الأربعة لليوريميتسو) بالذهاب بمفرده إلى راشومون ليواجه إيباراكي-دوجي، وفي معركة شرسة تمكن من قطع ذراعه اليمنى، مما أجبر الشيطان على ترك ذراعه والفرار.
حكاية
هرب إيباراكي-دوجي في النهاية من العاصمة إلى منطقة توهوكو، ثم قاد واتانابي نو تسونا عشر رفاق في مطاردة شرسة. بلغ ذروة القصة مواجهة في منطقة “موراتا نو أوباغاواشي” بمحافظة مياجي، حيث تنكر إيباراكي-دوجي في هيئة عمة لتسونا واستعاد ذراعه المقطوعة المخزنة في مخزن، ثم فر مجددًا.
الدلالة الثقافية
تُعتبر أسطورة إيباراكي-دوجي حكايةً كلاسيكيةً عن معركة الأبطال مع الشياطين، وتحتل مكانة مهمة في قصص الأشباح والسرد التاريخي الياباني. تُبرز قصته القوة الشريرة التي كانت تكمن في العاصمة وصمود الساموراي الذين يمثلون العدالة، مما ترك تأثيرًا عميقًا في الأدب والمسرح والتراث الشعبي، ولا تزال تُروى كأسطورة رمزية للرعب والغموض.
أوني-هيتوكوتشي (鬼一口)
نظرة عامة
أوني-هيتوكوتشي هو فصل من قصص الأغاني (أوتا مونوجاتاري) المبكرة في فترة الهيان، المضمنة في “إيسه مونوجاتاري”. يصور هذا الفصل مصيرًا مأساويًا يتسلل إلى قصة حب مؤلمة بين رجل وامرأة، حيث يغمر وجود الشيطان كل شيء في لحظة واحدة.
ملخص القصة
كان هناك رجل يزور امرأة لم يستطع الارتباط بها بسبب اختلاف طبقاتهما الاجتماعية على مدى سنوات طويلة. وفي النهاية، تمكن الرجل من خطف المرأة وبدأا معًا رحلة هروب. لكن مع حلول الليل ومع اشتداد العاصفة والرعد، وجد الرجل مخزنًا غير مقفل، فأدخل المرأة إليه بينما بقي خارجًا مسلحًا بالقوس والسهم ينتظر بزوغ الفجر.
عند بزوغ الفجر، عندما نظر الرجل داخل المخزن، لم يجد أي أثر للمرأة – لقد اختفت. في الواقع، ظهر شيطان كان كامناً في أعماق المخزن وابتلعها دفعة واحدة. وقد غُطي صراخها الأخير بصوت الرعد العنيف، فلم يتمكن أحد من سماعها.
الأساطير والتفسيرات
هذه القصة، التي حملت لاحقًا عنوان “أوني-هيتوكوتشي” في مجموعة الرسومات الشهيرة لليوكا «كونجاكو هيباكي شُوي» لتورياما سيكيين، اكتسبت تفسيرات فريدة مع مرور الوقت. رغم أن الشروح تربط الرجل بـ “أريوارا نو ناريهيرا” والمرأة بـ “فوجيوارا تاكاكو”، فإن “إيسه مونوجاتاري” لا تذكر اسمهما، وتُعتبر هذه التفسيرات لاحقةً في الفلكلور الشعبي. تجمع القصة بين موضوعات الحب المحرم والحواجز الطبقية والتدخل المفاجئ للشيطان، مما يرمز إلى مصير مأساوي وظواهر خارقة لا يمكن تفسيرها، ولا تزال تُثير الخيال حتى يومنا هذا.
الدلالة الثقافية
تُظهر أسطورة أوني-هيتوكوتشي كيف يمكن أن تتداخل جمال الحب وحزنه مع رعب يفوق الفهم البشري في لحظة واحدة. هذه الاندماج النادر للتعبيرات العاطفية الدقيقة مع قصص الشياطين من فترة الهيان لا تزال تحفز خيال الكثيرين وتذكرنا بعدم جدوى المصير والوجود المستمر للقوى الخارقة.
Amanojaku (天邪鬼)
نظرة عامة
يُصوَّر Amanojaku في الفكر البوذي على أنه شيطان شرير يرمز إلى رغبات وشهوات البشر الدنيوية، وغالبًا ما يُذكر أنه يُداس تحت أقدام ملوك السماء الأربعة أو Fudō Myōō. وفي الوقت نفسه، تستمد التقاليد اليابانية القديمة اسمه من الشخصيات الأسطورية مثل Ame-no-Wakahiko والإلهة Amenosagume المذكورة في “كوجي” و “نيهون شوكي”، واللتان كانتا تُصوَّران على أنهما شياطين صغيرة عصت الإرادة الإلهية.
الأساطير والأصول
- أسطورة من الكوجي والنيهون شوكي
ترجع أصول Amanojaku إلى الحكايات المتعلقة بـ Ame-no-Wakahiko والإلهة Amenosagume كما وردت في الكوجي والنيهون شوكي. فقد أُرسل Ame-no-Wakahiko من قبل Amaterasu لقمع العالم الأرضي، لكنه نسي مهمته وتزوج ابنة Ōkuninushi ولم يعد لمدة ثماني سنوات. وعندما أُرسل رسولٌ على هيئة فتاة طائر، أدت خيانة Amenosagume، التي كانت في خدمته، إلى أن يقتل Ame-no-Wakahiko الفتاة بسهم، مما أدى إلى مآساته الخاصة عندما ارتد السهم من السماء وأودى بحياته. - تحول Amenosagume إلى Amanojaku
كانت Amenosagume في البداية تتمتع بقدرة على استشراف تحركات السماء والمستقبل وقلوب البشر دون نية شريرة. ولكن، بسبب قيامها بإبلاغ عن Ame-no-Wakahiko، وصفت بأنها “معيقة للإلهي”، تطورت أسطورتها تدريجيًا إلى تلك الخاصة بالشيطان الصغير Amanojaku، المشهور بقدرته على قراءة قلوب البشر وتوزيع الشر.
الدلالة الثقافية
يمحو Amanojaku الخط الفاصل بين الخير والشر، مجسدًا الروح المتمردة والرغبات الدنيوية المخفية داخل الإنسان. تجمع أسطورته الفريدة بين التعاليم البوذية والأساطير اليابانية القديمة، مما يرمز ليس فقط إلى عواقب التمرد على النظام الإلهي، بل وأيضًا إلى القدر غير المتوقع – وهو موضوع ترك أثرًا بالغًا على الأدب والفنون والأحاديث الشعبية.
Kidōmaru (鬼童丸)
يظهر الشيطان Kidōmaru في مجموعات الحكايات من فترة كاماكورا مثل “كوكو تشومونجو”. وفقًا للنصوص، عندما زار المحارب الشهير ميناموتو نو يوريميتسو (المشهور بقتله لشوتين-دوجي) منزل أخيه ميناموتو نو يوروشين، وُجد Kidōmaru محتجزًا في المرحاض. نصح يوريميتسو أخاه بتأمين الشيطان جيدًا بالسلاسل بسبب إهماله، وأمضى الليلة في منزل يوروشين. لكن Kidōmaru تحرر بسهولة من قيوده، وفيما كان يضمر حقدًا على يوريميتسو، بدأ يراقب سرًا سرير يوريميتسو. عند شعوره بالخطر، أمر يوريميتسو أن يقوم برحلة حج إلى كورااما في اليوم التالي.
سارع Kidōmaru إلى كورااما، وفي موقع يُعرف باسم “إيتشيهارا نو يا”، قتل ثورًا بريًا واختبأ في جثته ليرقد في انتظاره. لكن حدس يوريميتسو القوي ظهر عندما أطلق رفيقه واتانابي نو تسونا سهمًا أصاب الثور. خرج Kidōmaru من الثور وهاجم يوريميتسو، لكنه في النهاية قُتِلَ بضربة سيف قاضية.
تأثيره على الفن والثقافة
يصور “كونجاكو هيباكي شوئي” للرسام تورياما سيكيين Kidōmaru تحت اسم “Kidō”، حيث يُظهره مرتديًا درعًا من جلد الثور وسط الثلوج، منتظرًا يوريميتسو في إيتشيهارا نو يا. تُبرز هذه الصور التأثير العميق لأسطورة Kidōmaru على الفنون، والحكايات الشعبية، والأدب اللاحق، مما يرمز إلى اتحاد الشجاعة العسكرية، والخداع التكتيكي، والرعب الخارق.
Mahitotsuoni (目一鬼)
نظرة عامة
Mahitotsuoni هو شيطان يظهر في مجموعة “كوكو تشومونجو” من فترة كاماكورا ويرتبط بالأساطير المتعلقة ببطولات ميناموتو نو يوريميتسو ضد شوتين-دوجي. ترمز قصته إلى مكر الشياطين واستراتيجيات المحاربين وصراعهم مع القدر.
الأساطير والحكايات
وفقًا للأسطورة، عندما زار ميناموتو نو يوريميتسو منزل أخيه ميناموتو نو يوروشين، وُجد شيطان (Kidōmaru) محتجزًا في المرحاض. أمر يوريميتسو أخاه بتقييد الشيطان بشدة لتجنب وقوع أي حادث، وأمضى الليلة في منزل أخيه. ومع ذلك، تمكّن Kidōmaru من تحرير نفسه بسهولة وبدأ يراقب سرًا سرير يوريميتسو. عندما أدرك يوريميتسو الخطر، وضع خطة باعتماد حجة رحلة حج إلى كورااما في اليوم التالي.
سارع Kidōmaru إلى كورااما، وفي موقع يُعرف باسم “إيتشيهارا نو يا”، قتل ثورًا بريًا واختبأ داخل جثته ليفاجئ يوريميتسو. لكن ذكاء يوريميتسو ظهر عندما أطلق رفيقه واتانابي نو تسونا سهمًا أصاب الثور. خرج الشيطان من الجثة وهاجم، لكنه أُسقط أخيرًا بضربة سيف واحدة.
تأثيره على الفن والثقافة
تصور “كونجاكو هيباكي شوئي” لتورياما سيكيين Kidōmaru، الذي يُعرف باسم “Kidō”، وهو يرتدي درعًا من جلد الثور في منظر شتوي، منتظرًا يوريميتسو في “إيتشيهارا نو يا”. تؤكد هذه الصور الحية التأثير الدائم لأسطورة Kidōmaru على الفن والقصص الشعبية والأدب، مما يجسد اتحاد الشجاعة القتالية، والاستراتيجية الماكرة، والرعب الخارق.
Ushioni (牛鬼, ぎゅうき)
نظرة عامة
Ushioni هو يوكاي معروف أساسًا في غرب اليابان. يُقال إنه يظهر بشكل رئيسي على السواحل وعلى ضفاف المياه، مهاجمًا من يتجول على الشاطئ. يمتاز Ushioni بطبيعته القاسية والوحشية؛ إذ يُعرف بأنه يبصق السم ويقتل البشر، ويشتهر بتعدد أشكاله حسب الروايات.
الأساطير والخصائص
- تعدد الأشكال
تصف الأساطير Ushioni بأنه قد يظهر برأس بقرة وجسم شيطاني، أو عكس ذلك برأس شيطاني وجسم بقرة. كما توجد روايات عن ظهوره أمام أبواب المعابد الريفية برأس بقرة وملابس بشرية، أو حتى أنه يمتلك أجنحة حشرية ملحقة برأس بقرة وجسم شيطاني وينحدر من السماء. - الطبيعة والسلوك
Ushioni معروف بسلوكه الوحشي والفظيع؛ إذ يُعتقد أنه يبصق السم ويهاجم ضحاياه بلا رحمة، مما يجعله رمزًا قديمًا للرعب.
أماكن الظهور والأسماء الجغرافية
لا يقتصر ظهور Ushioni على المناطق الساحلية فحسب؛ بل يُقال إنه يظهر أيضًا في المناطق الجبلية والغابات والأنهار والمستنقعات والبحيرات. ونظرًا لظهوره المتكرر في الهاويات المظلمة، فقد منح اسمه لعدة مواقع في منطقتي كينكي وشكوكو مثل “أوشيونيفوتشي” و”أوشيونيتاكي”، مما يدل على استمرارية أسطورته.
الدلالة الثقافية
ترمز أسطورة Ushioni إلى قسوة الطبيعة ورعب المجهول وضعف الإنسان. إن تعدد أشكاله وسلوكه قد أثر على قصص الأشباح والحكايات الشعبية وحتى الأعمال الإبداعية الحديثة، مما يجعله يوكايًا كلاسيكيًا يجمع بين تهديد الطبيعة وقوة الخيال البشري.
Comments